مأساة على الحدود.. العثور على جثتين بالمغرب يكشف حجم معاناة المهاجرين
مأساة على الحدود.. العثور على جثتين بالمغرب يكشف حجم معاناة المهاجرين
في ظل مآسٍ إنسانية على الحدود المغربية الجزائرية، تم العثور على جثتين إضافيتين لمهاجرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، في منطقة رأس عصفور الجبلية بإقليم جرادة، لترتفع حصيلة الضحايا المكتشفة خلال شهر ديسمبر الجاري إلى 14 مهاجراً، في واحدة من أكثر الوقائع دموية المرتبطة بمسارات الهجرة غير النظامية في المنطقة.
وجاء اكتشاف الجثتين، أمس الخميس، بالتزامن مع اليوم الدولي للمهاجرين، ما أضفى بعداً رمزياً مؤلماً على الحادثة، ودفع ناشطين حقوقيين إلى تجديد التحذير من أن “الحدود تقتل” وتحوّلت إلى فضاءات للموت الصامت، بحسب ما ذكرت شبكة "مهاجر نيوز"، اليوم الجمعة.
وتكشف المعطيات التي وثّقتها جمعيات محلية أن منطقة رأس عصفور تُعد ممراً معتاداً للمهاجرين القادمين من الجزائر، وملاذاً مؤقتاً للاختباء من حملات الترحيل، قبل محاولة الوصول إلى السواحل الأوروبية.
وأكدت مصادر حقوقية أن الجثث التي عُثر عليها تباعاً منذ بداية الشهر تعود لرجال ونساء في مقتبل العمر، من بينهم امرأة وشاب من غينيا كوناكري، وشابة من نيجيريا، إضافة إلى مهاجرين من الكاميرون، ما يعكس تنوّع الجنسيات ووحدة المصير القاسي الذي يواجهه هؤلاء على الطرقات الحدودية المعزولة.
الموت في العراء
تُرجع الجمعيات المعنية أسباب الوفاة إلى البرد القارس والجوع والإرهاق الشديد، في ظل غياب أي حماية أو مساعدة إنسانية، حيث تنخفض درجات الحرارة في المناطق الجبلية بشكل حاد خلال فصل الشتاء.
وأوضح مسؤولون حقوقيون أن أجساد المهاجرين المنهكة، بعد رحلات طويلة وظروف معيشية قاسية، لا تحتمل هذه الظروف، ما يجعل الموت نتيجة شبه حتمية لكثيرين، خصوصاً النساء والشباب.
تُحذّر الأصوات الحقوقية من أن هذه ليست المرة الأولى التي تشهد فيها المنطقة مآسي مماثلة، بل هي حلقة متكررة في سلسلة طويلة من الانتهاكات المرتبطة بسياسات الهجرة والحدود المغلقة، حيث يتحول السعي إلى الأمان والعمل إلى رحلة محفوفة بالموت في الجبال أو الغابات أو عرض البحر.
احترام المواثيق الدولية
تُطالب الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، ومعها ناشطون ومدافعون عن حقوق المهاجرين، السلطات المغربية بالكشف عن مآل التحقيقات التي فُتحت في حوادث سابقة مشابهة، والتي لم تُعلن نتائجها حتى اليوم، معتبرة أن استمرار الغموض يكرّس الإفلات من المساءلة ويهدد بتكرار المآسي.
وشددت الجمعية المغربية على ضرورة ضمان الحق في الحياة والرعاية الصحية للمهاجرين، واحترام التزامات المغرب الدولية في مجال حقوق الإنسان.
وأدانت الجمعيات الحقوقية ما وصفته بالأوضاع المزرية التي يعيشها المهاجرون من جنوب الصحراء، من اعتقالات وترحيلات متكررة، وغياب سياسات حماية فعّالة، داعية إلى اعتماد مقاربة إنسانية تضع كرامة الإنسان في صلب إدارة ملف الهجرة.
وأكدت أن استمرار هذه الوفيات على الحدود ليس قدراً، بل نتيجة مباشرة لسياسات تفتقر إلى البعد الإنساني، ما يستدعي تحركاً عاجلاً لمنع تحول الحدود إلى مقابر مفتوحة للفارين من الفقر والعنف.











